فرقة أبو شعر تنشد ابتهالات وأغاني صوفية عربية وتونسية
أحيت فرقة «الأخوة أبو شعر»، أو فرقة الصحابى أبو أيوب الأنصاري مساء أمس الجمعة 5 نوفمبر 2021 الجزء الثاني من سهرة انطلقت على الساعة العاشرة مساء بالملعب الرياضي بنفطة في إطار الدورة الخامسة لمهرجان الموسيقى الروحية"روحانيات" تحت شعار" حنين" وسط حضور جماهيري كبير ومنهم من حضر الجزء الأول من السهرة بدار الوادي والتي أمنها المنشد المغربي جواد الشاري على الساعة السابعة مساء.
وتتكون فرقة الأخوة أبو شعر للانشاد من 6 منشدين أشقاء ينتمون إلى عائلة “أبو شعر” ووالدهم الشيخ موفق أحمد إسماعيل أبو شعر الحسينى الرفاعي، الذى كان بشبابه منشداً لبعض العلماء الكبار فى دمشق وكان عالماً بالأنغام.
وقد راوح الأخوة ابو شعر في برنامج سهرتهم بين انشاد مجموعة من القصائد والابتهالات الدينية والصوفية التي تعتمد على مقامات الموسيقى العربية لكبار المشايخ والمنشدين، من أبرزها: "ومالنا مولى سوى الله" و"يا جمال النبي" و"رأى البرق، نورالعين" و"اللهم صل على المصطفى" و"بدمع العين .....
وقد صاحب الأخوة أبو شعر طيلة سهرتهم راقصين قدما مايعرف بالرقص الصوفي وهو نوع من أنواع الذكر عند متبعي الطريقة الصوفية، ويسمى بـ المولوية والذي اعتمد فيه هذا الثنائي الدوران حول النفس والتأمل الذي يقوم به من يسمون الدراويش بهدف الوصول إلى الكمال المنشود.
ويعمد المتصوفون إلى تنظيم رقصات يرتدون فيها تنانير واسعة فضفاضة ويقومون بحركات دائرية، ويعتبر راقصوا المولوية أو راقصي التنورة أن في دورانهم تجسيد للفصول الأربعة وهي صلة الوصل بين العبد وخالقه وحضورهما في السهرة أضفى جمالية للعرض المتكامل والذي تميزت فيه أصوات الأخوة أبو شعر كل بحسب قدراته الصوتية الشجية .
وقد فاجأ الأخوة أبو شعر الجمهور التونسي الذي جمع بين أهالي نفطة ومن قدموا من عدة ولايات بتقديم كوكتالا من اغاني وموسيقى صوفية وروحانية تونسية منها "نغارة بالسيدة يانغارة" ورغم صعوبة اللهجة التونسية إلا أن الاخوة أبو شعر أتقنوا غناءها بتوزيع ونغمة خاصة بهم وتواصلت السهرة الى اكثر من ساعتين وسط تفاعلات الجمهور الذي رقص وردد عدة أناشيد حفظها لفرقة الإنشاد الصوفي السوري.
ويذكر أن سهرة امس اختتمت بمقام سيدي مرزوق العجمي مع فرقة الصطنبالي وغيرها من الفرق الصوفية بالجهة هذا ويختتم مهرجان روحانيات دورته الخامسة الليلة بسهرة مع الفنان التونسي لطفي بوشناق.
وقد شهد المهرجان تنظيم عدة محاضرات حول الطرق الصوفية نشأتها فكرها وتطور اناشيدها ومن أين يستقي منشدوها اغانيهم ومن ذلك محاضرة قدمتها في دار الوادي في قلب المدينة العتيقة، امس ضيفة الجريد المفكرة ألفة يوسف بعنوان "أينما تُوَلّوا فثّم وجه الله" و ناقشها كل من المفكر يوسف صدّيق و الاستاذ عبد الجليل سالم و ثلة من المفكرين والحضور ممن تعودوا مواكبة مهرجان الموسيقى الروحية بنفطة في دورته الخامسة.
هناء السلطاني